طــريق بيــن الثــلج
مع سقوط الثلج في بداية فصل الشتاء صارت الحديقة كلها بيضاء، وخرج ثلاثة أصدقاء يلعبون معًا. قال أحدهم، هلم ندخل في سباقٍ، فنصنع طرقًا بين الثلج بأحذيتنا، كل منا يسير على الثلج باستقامةٍ حتى
السور، لنرى من الذي يصنع طريقه مستقيمًا تمامًا.
ابتعد الثلاثة عن بعضهم البعض، ثم بدأوا يسيرون ويضغطون بأحذيتهم على الثلج . فجأة وجد الأول نفسه قد انحرف تمامًا عن السور. والثاني ظن أنه قد صنع طريقًا مستقيمًا لكنه بعد أن بلغ السور تطلع إلى الطريق الذى صنعه بحذائه فوجد نفسه قد انحرف من هنا ومن هناك يمينًا ويسارًا.
وأما الثالث فصنع الطريق مستقيمًا تمامًا.
حياتنا هي سباق بين البشر، فمن يسلك في الطريق الملوكي يبلغ إلى السماء بلا انحراف ولا تعريج وسط ثلج هذا العالم. كثير من الشباب يشتهون السلوك المستقيم لكنهم يشعرون بالعجز، ويعللون ذلك بأنهم بشر ضعفاء، عاطفيون، وأن العالم جذّاب، أو الحياة قاسية.
لكن سبب الانحراف أو التعرج هو عدم تركيز عينيْ القلب على شجرة الحياة،
ربنا يسوع المسيح.
جيد أن نعترف بضعفاتنا، ونحذر إغراءات العالم وحيل عدو الخير،
لكن يلزمنا أولاً وقبل كل شئ تركيز أنظارنا على مسيحنا.
هذا هو الجانب الإيجابي الذي يسندنا في النمو الروحي عوض الانشغال بالسلبيات.
إن أردنا أن نسلك باستقامة يلزمنا ألا نتطلع إلي تراب هذا العالم والوحل،
كما لا نلهو بمباهجه وإغراءاته،
لأنها تنحرف بنا عن الطريق الملوكي، وأيضا لا نتطلع إلى ذواتنا،
بل نرفع أعيننا إلى فوق ونتطلع إلى مسيحنا فيحملنا فيه،
الطريق الإلهي الملوكي الذي لا يحمل انحرافًا! يقول الرسول بولس
“لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع” عب 12: 1، 2